دفتر وعى - الوحى قبل الوعى والسعى

بسم الله الرحمن الرحيم..

بسم الله الكريم الهادي به ثقتي وعليه توكلي واعتمادي..

واللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه عدد تسبيح المخلوقات وعدد أنفاس الكائنات .. وسلم تسليمًا كثيرًا كثيرًا..

...

وَصَلَ الوحيُّ الأرضَ بالسماء من جديد..

وأشرقت الأرض بنور ربها بالخبر السعيد..

ونزل جبريل عليه السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم في غاره ليقول له: (اقرأ) وتكون مفتاحًا لباب الخروج من الغار فيغلقه خلفه ويعطيه ظهره ويُيَمِّم وجه شطر الكون بأسره لتكون الأرض كلها له مسجدًا وطهورًا..

ولم يعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه إلى الغار بعدها يومًا ما.

وتكون البداية بـ (اقرأ) .. وليست (اقرأ) وحدها..

ولكن (اقرأ باسم ربك الذي خلق)..

فالوعي بـ (اقرأ) جاء قبل الوعي بـ(كلا لا تطعه واسجد واقترب)..

وحين تتولى الأمة -في أي زمان ومكان- عن الوعي بـ (اقرأ باسم ربك الذي خلق) تعود لضيق الغار ووِحدته من جديد..

فـ (اقرأ) كانت مفتاح الوعي الذي خرجنا به من ضيق الغار لِسعةِ العالم برعاية وحِفظ الواسع الحفيظ جل شأنه..

دفتر وعي..

هو دعوة للمرور بتجربة غرس بذور الوعي يوميًّا في أرض حياتك وعلى الله الثمار والحصاد..

دفتر وعي:

دفترٌ لا يُقرأ مرة واحدة ولكنه يُصاحبك ومعك قلمك لتسجل ما نتج من تأملك وتدبرك وحسن إدراكك..

ومِن الله وحده التوفيق والعون والتيسير وهو حسبنا ونعم الوكيل..

وتركت لك جدولًا في آخر كل فصل بعناوين ثلاثة:

التدبر..

المبادرة..

التدبير..

فكل كلمةٍ تعينك على واحدة من هذه الكلمات سجلها في عنوانها لتصنع دليل الوعي الشخصي الذي انتقيتَه بنفسك..

دفتر وعي:

دفترٌ عموده الوحي قبل الوعي والسعي..

لأن الوحي هو أساس كل إدراكٍ ووعي..

فالعقل محدود والوحي بحبل الله ممدود( )..

والوحي يأتي بما لا تدركه العقول ولا تتصوره..

لذا فالوحي أساس كل وعي وهو قبل كل وعي وسعي..

دفتر وعي:

محاولة لبناء عدسات للنظر إلى كل شيء في الحياة سواء كان كتابًا أو حدثًا أو موقفًا أو شخصًا..

عدسات تنظر بها إلى كل سكنة أو حركة أو لفظة أو لحظة..

عدسات لتكون لبنة في تشييد وعيك الشخصي..

وأخيرًا..

إلى كل مدثر أو مزمل باختلاف الزمان والمكان والأحداث..

اقتدِ برسول الله صلى الله عليه وسلم..

قُمۡ فَأَنذِرۡ

وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ

وَثِیَابَكَ فَطَهِّرۡ

وَٱلرُّجۡزَ فَٱهۡجُرۡ

وَلَا تَمۡنُن تَسۡتَكۡثِرُ

وَلِرَبِّكَ فَٱصۡبِرۡ

وابدأ رحلة الوعي ببناء نفسك مع (خديجة) زمانك و (رورقة بن نوفل) مكانك..

ثم رحلة الوعي ببناء الأمة وتبليغ الرسالة..

ثم رحلة بناء وعي الأمة..